نعــــــــــــم..انه الحب يا ســــــــــــادة
من السهل على اى انسان بل من حقه ان يحب ويختار من يحب،ولكن من الصعب عليه ان يلقى بهذه المشاعر الدفينة فى قلب من يحب،تلك المشاعر التى تجعل كلا منا يفعل مالا يملك،فعندما انتقلت من زقاق المنعزلين،المنتظرين دورهم ليؤدوه على خشبة مسرح الحب لم استطع الالحاق بدقات قلبى المتهافته،فهى كالشهيق والزفير كلا منهما يلى الاخر دون تنبيه.بلى احدثكم عن نفسى..فعندها لم اكن لاصدق انه الحب الذى يطرق باب قلبى ويكاد يفطره الى نصفين وانا لا ابالى به،لكن اليوم انا على استعداد لهذا اللقاء المنتظروالمحتوم منذ نعومة اظافرى،منذ براءة طفولتى،بل منذ تمرد مراهقتى ،ربما كنت اتعمد التظاهر بعدم الاهتمام،والآن امتلك مايكفى من الشجاعة لمواجهته..انــــــــــه الحـــــــب
أهذه انا الفتاة البريئة التى لاتعرف من اصناف الرجال سوى ابيها،رجل معروف بحكمته ووعيه،رجل اخذت منه حنان الدنيا كلها بدون مقابل،رجل تحبه وتحترمه كثيرا،يكاد قلبى يرقص فرحا كلما تحدثت معه بشئ من الجدية،فهو برغم اختلافاتنا السياسية وتباعد ايدلوجياتنا وآرائنا الذى يوشك ان يخلق بيننا جوا من الاحتناق الفكرى،الا انه سرعان ما يوجهنى دائما لما هو صحيح،لم اعرف رجل بحكمته هذى،فهو يرانى دائما فخرا وزخرا له،يعتبرنى مثالا للفتاة المثقفة علميا واخلاقيا.
اشعر فى اعماق نفسى بتغيير كبير منذ اول حديث عنه ليس منه،لم اتوقع هذا التغيير النمطى بداخلى،انه كالاعصار جاء ليبيد كل سيئة فى حياتى.
ابداً مارأيت شئ فى حياتى الا بوجهه الجميل ،فأنت من نبه جفنا عيناى لتكشف لمقلتاى عن اوجه الحياة المتقلبة دائما،فحياتى الآن اراها بمنظورك انت،كيف ترحل وتتركنى بلا بصر،بحق كل آلهة الحب أعدل هــــــــــذا؟
اذكر عندما كانت تتحدث الفتيات امامى عن الرجال،كنت استحى خشية الوقوع فى تلك المعصية...نعم انها الحـــــــــــب
والتى لربما كنت اعتقد انها معصية نظراً لما اسكنه بداخلنا ذلك المجتمع التعسفى،مجتمعنا الشرقى الذى يحرم على المرأة مجرد المطالبة بحقوقها الاساسية،ولكن اليوم اكتشفت انها انقى واطهر معصية فى الحياة،فالمعصية الحقيقية هى ان احيا بلا حب
اعترف اليوم اننى قد تبدل بى الحال من انسان يائس،يحيا لمجرد الحياة التى خلقها الله لنا،ينظر فقط للدنيا من نصف الكوب الفارغ كما يقولون،الى انسان هو اختلاس نظرة من عينيك..لم اقل البقاء معك للابد،فهو حلم بعيد يصعب تحقيقه،الا متى شاءت الاقدار
فأنا ممن يؤمنون بمقوله(محمود درويش)الشهيرة وأضعها نصب عيناى دائما،والتى تقول:"على الحل ان يرشد الحالمين كما الوحى"
فالاحلام خلقت كى لاتتحق،واذا تحقق نصفها فقد تحطم النصف الآخر
فلا اعتقد ان يوهبنا الله ذلك الوحى الذى يرشدنا للأحلام،فلسنا بأنبياء او رسل،نحن كسائر البشر نحلم ولا نرى من احلامنا الا سراب الحقيقة
نعــــــــــــــم..انه الحب ياســــــــــــــادة
يحارب من اجله الكثيرون،فأنا اشفق على من عاشوا حياتهم وهو هدفهم الأسمى،ولم يجدوه الا لاحقا بالفشلومنهم من وجدوه ولكن مع اواخر العمر،فودعوه بالحزن والاسى ولم يعطوا الفرصة لقلوبهم ان تدق مع سيمفونيات الحب الرائعة...
ويا بأس من لا يقف قطار الحب اينما يترقبون،فيظلوا طيلة حياتهم يبحثون،حائرون،ينتظرون،وللاسف لا تذيقهم الحياة الا مرارة حلوها..
اليوم فقط فهمت ماقاله (سانتيانا):
"لقد خلق الله العالم كى يؤلف بيتهوفن سيمفونيته التاسعة"
نعم..ربما كان يقصد ان هذه المقطوعة الرقيقة بكل ماتحمل اوتار آلاتها ومشاعر من ادوها تكمل بعضها بعضا،لتعكس لنا بنغماتها الجميلة انبهار الحب وسحره،فالموسيقى احد اشكال الانجذاب والانخطاف الذى نشعر به عندما نقع فى الحب..انا اتحدث عن الحب وليس المحبة،فحرفين قادرين على تغيير كل هذه المشاعر الجميلة الى شعور آخر نجده بين الاصدقاء وافراد الاسرة،شعور تلقائى لا يتحرك له ساكناً
هكذا هى الحياة..دوامة كبيرة يبحث فيها كل منا على نصف قلبه الآخر الذى وهبه الله لشريك حياته ووضع أساريره بيده بغير ارادتنا
فهل يستطيع الانسان ان ينبض بنصف قلب؟
لا..لا اقصد هل استطيع السير فى مشوار حياتى بدونك انت...انت ياحبيبى
نعـــــــــــــــــــــــم...
اتذكر طلتك الاولى التى شابهت طور اكتمال القمر فى السماء،تتوسطه النجوم التى انتظرت وصوله لحد الكمال كثيرا كتيرا..
اغار عليك من تلك النجوم المتلئلئة،توجست خيفة من عدم رؤيتى وانا اتلهف اليك لأنتزع نظرتك الىً،فأنا بعيدة عن السماء التى تحتضنك وتطوى عليك بسوادها الحالك،فبكبريئك تضويها،فرجل مثلك لا يحيا الا بين الكواكب والمجرات..رجل مثلك لاتنطبق عليه صفات سائر البشر.
رأيتنى اتطلع لملامح وجهك الشامخة بفضول،ذلك الوجه الذى يخفى وراء ابتسامته مفاتيح لأبواب مغلقة لايعرف ماورائها غيرك انت..انت ياحبيبى
يومها تسللت الى أذناى شظايا جمل تبدو كالموسيقى،يالها من نغمات تتفنن فى صنعها احبالك الصوتية كأوتار العود المشدود،كصوت الناى المبحوح،كعزف البيانو الشامخ،وترنحات الجيتار الارستقراطية،كيف لك ان تفعل بى كل هذا لأقع فريسة تحت تأثير هذا التنويم المغناطيسى،يالك من صياد بارع...
وجدت نفسى وانا غير مدركة،اغادر كرسى المشاهد واتسابق مع دقات قلبى لأرفع الستار معلنة عن بداية جديدة فى حياتى
،اعلن عن المسرحية المنتظرة منذ سنوات،والتى يتلخص ابطالها فى قلبى وقلبك،ومكان لا نعلمه غير خشبة المسرح هو الذى سيجمعنا،ووردة تهديها لىِ لا اعرف عنها سوى تأثيرها القاتل والتى ستفتك بى عندما تحمل رسائل القدر الذى سيمحى اسمى واسمك ليجعل لنا اسما واحدا ،بدل من انا وانت سيكون نحن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق